عندما تسأل أي شخص عن مادته المفضلة في
المدرسة، نادرًا ما سيخبرك أنها الرياضيات. فسيذكر البعض حُبّهم للفَنّ
والتاريخ والعلوم ولكن ليس الأرقام. وأصبح هناك اعتقاد لدى معظم الناس أن
الرياضيات ليست من أجلهم، بل ويستخدمون تلك العبارة كتعريف أنفسهم
بالآخرين.
عادًة ما يتساءلون ويتناقشون حول كيفية
تأثير المفاهيم الحسابية والهندسية على حياتهم اليومية، وبالنسبة لمعظمهم،
لا تبدو هناك أي أهمية لمعرفة إجابة مشكلة ما ليس لها تأثير مباشر على
حياتهم.
على كل حال، يجدر بنا القول أن الرياضيات
لغزٌ عظيم. فهي تختبر قدرة الناس في التعرّف على الروابط بين الأشياء ورؤية
الخيوط التي تربطها، والتحسّن في الرياضيات يمكن أن يكون صعبًا قليلًا في
البداية، لكن بالتأكيد توجد هناك تقنيات واستراتيجيات لدراسة الأرقام.
ونعرض هنا أفضل 11 استراتيجية لدراسة الرياضيات ستقوم بإجابة سؤالك فيما
يخص تحسّنك في هذه المادة المُهمة:
تعلّم الأساسيات باحترافية
أولًا وقبل كل شيء، من الصعب أن تقوم بدراسة مستويات مختلفة من الرياضيات وأنت لا تزال غير متمكّن من الأساسيات.
لدى الرياضيات لغة خاصة بها، القراءة
والكتابة على سبيل المثال؛ حيث يكون من الصعب كتابة مقال إذا لا تعلم
القواعد اللغوية والنحوية، فعليك أن تعلم القواعد العامة لتتقدّم وتصبح
مؤهلًا للمستوى التالي، وعلى المدى البعيد، سيصبح الموضوع أكثر صعوبة عند
تعاملك مع المسائل المعقدة، لذا من الأفضل أن تتميّز في الأساسيات لتصبح
أفضل في المراحل المتقدمة.
افهم العملية ولا تحفظها
في أي وقت يُطرح السؤال حول كيفية التحسن
في الرياضيات، يظن معظم الناس أن ذلك يتم من خلال الدراسة الجيدة للصيَغ
الرياضية، ولكن يُعدّ ذلك فهماً خاطئاً للغاية.
فيقضي الطلاب عادًة ساعات كثيرة في حفظ
الصيَغ أو تعاريف المفاهيم، ويذهب ذلك المجهود سُدًى عندما يحين موعد
الامتحان؛ حيث أن أولئك الطلاب يميلون إلى فقدان عنصر ما في الصيغة أو
ينسون كل شيء تمامًا. فقد ركّزوا على دراسة الشكل السطحي للصيَغ/المفاهيم
بدون فهم كيفية ومتى تعمل تلك الصيَغ.
وعندما تفهم تمامًا كيفية عمل
الصيَغ/المفاهيم، ستصبح قادرًا على تطبيق المنطق على أي مشكلة أو موقف. من
المحتمل أن يأخذ ذلك منك مجهودًا إضافيًا قليلًا، ولكن لن يضيع ذلك هباءً
وسيثبت مدى أهميته لك على المدى الطويل.
ادرس عندما يكون عقلك في أحسن حالاته
عند الاستعداد للاختبار، دائمًا ما يقوم
الطلاب بالدراسة أو حشو المعلومات بالقوة خلال الليالي القليلة قبل يوم
الاختبار. وعند الدراسة ليلًا، عادًة ما يواجهون مشكلة رياضية ما تؤدي إلى
إحباطهم عندما لا يستطيعون حلّها، وبذلك، يزيد الضغط عليهم ويتوقف عقلهم عن
العمل.
هذا خطأٌ شائع؛ حيث يقوم الناس بإجبار
أنفسهم على الدراسة في نهاية اليوم، عندما يكون عقلهم مرهق ويكونون قد
استنفذوا طاقاتهم كلها على مدار اليوم. من الأفضل أن يتم دراسة الرياضيات
في الصباح، عندما يكون العقل نشيطًا ومستعدًا للفهم والتفكير بشكل واضح.
وتُعدّ المراجعة ودراسة المفاهيم حينما
يكونون متيقظين وسيلة أخرى جيدة، وبعد مناقشة المفهوم، تأكّد من أنك فهمت
كل شيء حيال ما درسته مسبقًا. ولا تتردد في أن تدخل في تفاصيل المسائل مرة
أخرى عندما تحتاج لذلك. هذا أفضل لك من أن تدع الوقت يمُر لترجع بعد ذلك
لترى أنه لا زالت هناك فجوات لا تعلم حلّها.
اسأل بعض الأسئلة
إذا كنت تعتقد أن التحسّن في الرياضيات هو
مجرّد دراسة ملاحظاتك وفهم المفاهيم، فكّر مليًا. فإن الطلاب الجيدين في
الرياضيات سيخبرونك بالتأكيد أن التحسّن يكون أيضًا بالسؤال والتأكّد من
أنك قمت بتوضيح كل شيء لا تعلمه جيدًا، وهذا يعمل بأفضل شكل أثناء
المناقشات.
فعندما تدرك أن هناك مفهوم لا يتضح لك على
الإطلاق، اذكره فورًا واسأل عنه، وهذا لن يجعلك تفهم المفهوم فقط، ولكن
سيطوّر من مهارات التفكير الحاسم لديك أيضًا، وتبدأ معظم الأسئلة الفعالة
بـ “لماذا” و”كيف”. استخدمهم باستمرار عندما يتم ذكر المنطق وراء تلك
المفاهيم.
ابحث عن صديق للدراسة
عند دراسة الرياضيات، من المفيد أن تجد
شخصًا ما يستطيع الدراسة معك. فحصولك على صديق يدرس معك سيمنحكما بعض
الأفكار وسيسمح لكما بمناقشة كيفية حل مشكلة رياضية معينة.
يمكنكما تعليم أحدكما الآخر بعض
الاستراتيجيات الشخصية التي جعلت كل منكما يفهم مفاهيم رياضية معينة،
فعندما يكون لديك شخص ما تتحدث معه حيال المسائل الرياضية الخادعة،
سيُمكّنك فهم المفاهيم بشكل أكثر شمولية. ويمكنك أيضًا أن تنظّم مجموعة
دراسية لتعملوا معًا، وهذا سيجعل المسائل الرياضية أكثر سهولة ومتعةً
للتعامل معها.
اشرح المفاهيم لشخص ما
يُقال أنك إذا لم تستطع شرح شيء ما لطفل
دون الخمس سنوات، فإنك لا تفهم هذا الشيء حقًا. هذا أيضًا يعتبر صحيحًا
بالنسبة للرياضيات. فإذا كنت غير متمكّن من المفاهيم، فعليك تجربة شرحهم
لشخص ما.
قد يبدو هذا سخيفًا قليلًا ولكن سيفيدك.
ومثل أي موضوع آخر غالبًا، عندما ترغب في شرح شيء ما، فإنك تحاول أن تجد
أبسط الكلمات التي توصف فكرتك بشكل كامل. ستكتشف ذلك قريبًا، وفي هذه
العملية، سيتطوّر فهمك لهذا المفهوم.
امتلك نموذج/ تصوّر تمثيلي عقلي للمشكلة
حلّ المسائل الرياضية يتطلّب منطقًا
والقدرة على إيجاد الروابط بين الأشياء، وإذا لم تستطع فعل ذلك بالأرقام،
فارسمها. اكتشف كيف تعمل كل القطع مع بعضها البعض باستخدام الأشكال
والنماذج، فيحب الناس المعلومات البصرية صغيرة الحجم.
يقترح التاريخ حتى أن الناس بدأوا توثيق
الأحداث ومشاركة القصص بواسطة الرسم على جدران الكهوف، وقدرتك على ترجمة
الروابط بين الأرقام بواسطة التمثيل البياني سيساعدك على تطوير عملية
التفكير الخاصة بك وفهمك لمفاهيم الرياضيات.
امتلك كروت ملاحظات الصغيرة
لكي تتذكّر الأفكار الأساسية، أعد كتابتها
في كروت ملاحظات صغيرة، وإعادة الكتابة لن تفيدك فقط في تجميع قائمة من
الملاحظات، بل ستجعلك تتذكرهم كذلك.
إن كروت الملاحظات سهلة الحمل جدًا ويمكنك تصفحهم بينما في تكون في طريقك لمكان ما أو في وقت فراغك.
حافظ على الحلول بشكل أنيق
قد يبدو ذلك تافهًا قليلًا، ولكن أن تجعل
الحلول مرتبة بشكل أنيق شيء مهم للغاية. فعندما تقوم بحل المسائل الرياضية،
حتمًا ستقع في بعض الأخطاء وستحتاج إلى إعادة كتابتها أو إعادة اكتشاف
الحل مرة أخرى.
وبينما تقوم بشطب الحلول ببساطة، ستبدو
الصفحة قذرة ولن تتمكن من العودة بسهولة خلال الحل لتراجعه من البداية،
ويعطي بعض المعلمون درجات إضافية على النظافة وخطوات الحل التي استخدمتها
لحل المسألة. وبالرغم من أن عملية التفكير في الحل هي ما يهم في الأمر،
ولكن الحفاظ على حلولك بشكل منظم يترك لمعلّمك انطباع جيد لكيفية تفكيرك في
المسألة.
حل تمارين إضافية
إذا أردت أن تعلم كيف يمكنك التحسّن في
الرياضيات، تذكّر أن ذلك دائمًا ما يستلزم أكثر من مجرد فهم ما يتم مناقشته
بين الحوائط الأربعة في الفصل المدرسي. فهناك قيمة إضافية عندما تقوم بحل
المزيد من التمارين خارج المنهج الدراسي، وهناك العديد من المصادر
الدراسية، وكل ما عليك فعله هو أن تجدها.
فيمكنك البحث عنها على الإنترنت أو
استعارة الكتب من المكتبة أو أن تستشير معلّميك ليمنحوك تمارين إضافية.
تذكّر، إن قدر المجهود المبذول هو ما يتم الاعتبار به. من الممكن أن يستهلك
ذلك بعض الوقت الآن، ولكن سيكون نتاج ذلك عظيمًا.
الممارسة ثم الممارسة ثم الممارسة!
ومثل حل التمارين الإضافية، فإن المفتاح
الأساسي للتحسّن في الرياضيات هو الممارسة. مارس الحل إذا كنت لا تفهم
شيئًا ما، ومارسه إذا كنت تفهمه. مارس الحل إذا كنت ملولًا، ومارسه إذا كنت
في مزاج جيد للتحدي.
عاجلًا أم آجلًا، ستتمكّن منها وقبل أن
تعلم، ستكون قد حللتها ومررت على كل مسألة رياضية محتملة. فتعلّم كيفية
التحسن في الرياضيات يتطلب بعض الوقت والمجهود والتحفيز. ومن الممكن أن
يستهلك ذلك بعض الوقت في البداية، ولكن ستكون النتيجة مرضية ومكافئة عندما
تدرك أنك تطوّرت وتعلّمت الكثير.
في النهاية فإنه من نافلة القول توضيح أنه
لولا الرياضيات لظلت كل العلوم حبراً على ورق، فهي أساس كل تقدّم في تاريخ
البشرية، وليست مادة سيئة أو لا معنى لها كما يظن البعض.
فقط ادرسها بطريقة صحيحة حتى تعرف أهميتها وتستمتع بحل مسائلها.
أضف تعليق:
0 comments: