ربما قد تكون سمعت مؤخرا ان الشركات الفلانية تدعم البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر, او ان البلد الفلاني بدأ في اعتمادها في مؤسساته, والكثير من الزخم حول البرمجيات الحرة والمصدر المفتوح. لربما تود ان تعرف انت ايضا لماذا كل هذا الاحتفاء؟ ولماذا البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة ليست رائعة فحسب بل هي اولوية بالنسبة لنا على المستوى العربي ؟
هذه البرمجيات تتيح حريات اكثر من البرمجيات الاحتكارية الاخرى, وهذه الحريات نتج عنها العديد من المميزات الرائعة والتي تفيدنا كثيرا على المستوى العربي لجلب الفجوة الرقمية بيننا - كدول نامية - وبين الدول المتقدمة, نتعرف الآن على بعض هذه المميزات التي تجعل البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر مميزة حقا, ونكتفي حاليا ببعض اهم المميزات :
مميزات البرمجيات مفتوحة المصدر
الحرية
الحرية هي الميزة الجوهرية والرئيسية للبرمجيات الحرة مفتوحة المصدر, هذه الميزة تعتبر الميزة الأم حيث تنبثق منها كل المزايا الأخرى بشكل او بآخر, الحرية التي تتيحها البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر تجعلنا قادرين ليس فقط على قراءة الأكواد البرمجية بل أيضا دراستها وتعديلها بالشكل الذي يلائم كل بيئة, هذه الميزة هي ماتطلق العنان للابداع البشري للوصول الى مداه الاقصى دون اي قيود, هي التي تجعل حياتنا أفضل.
الأمان
تمتاز البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر بدرجة عاية جدا من الأمان ويمكن لأي جهة أن تقوم بمراجعة أمنية الاكواد لاي برنامج مفتوح المصدر وهذا غير متوفر في البرمجيات المغلقة المصدر الاحتكارية, وهذا مفيد بحق في حالة اعتماد أحد البرمجيات في المؤسسات الحكومية والرسمية الحساسة .
الجودة
هناك حكمة تقول "عقلان أفضل من واحد" فما بالك بألاف العقول المبدعة من كل أنحاء العالم؟ بسبب توفر المصدر البرمجي للجميع يقوم المئات من الاشخاص سواء المبرمجين او المستخدمين العاديين بقراءة ومراجعة وتجربة الأكواد البرمجية وإفادة المطورين باي ملاحظات مما يزيد من جودة هذه البرمجيات بشكل ملحوظ عن غيرها, وهذا ينعكس أيضا على سرعة تطورها حيث تتطور بشكل أسرع كثيرا عن غيرها, المصدر المفتوح لايفيد المبرمجين فقط إنما مثله مثل تعلم العلوم الطبية فهو لا يعود بالنفع على الطبيب فقط إنما على أي شخص مصاب بمرض أيضا .
التكلفة
بسبب اعتماد البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر على نموذج أعمال مختلف عن أغلب البرمجيات الموجودة حاليا فإن تكلفتها تكون منخفضة جدا وتكاد تقارب الصفر, وهذا يمنحها ميزة اقتصادية هائلة بالمقارنة بغيرها من البرمجيات, لذا هناك العديد من الدول والمؤسسات التي استطاعت خفض نفقاتها وتوفير ملايين الدولارات باستخدامها البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر, هذا لايعني أن البرمجيات الحرة غير قادرة على الربح, بل على العكس فبسبب مميزاتها والأساليب غير التقليدية في الربح فهي تحقق أرباحا عالية, أفضل الأمثلة لهذا هي شركة ريدهات RedHat حيث تخطت مؤخرا قيمة اسهمها في البورصة العديد من الشركات الكبرى..
المرونة
البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر كغيرها من البرمجيات التي تأتي في قوالب جامدة غير قابلة للتشكيل يجب عليك التأقلم معها, بل على العكس هي أشبه بالصلصل تستطيع تشكيلها بالشكل الذي يلائمك ويلائم بيئتك لا العكس. من ناحية أخرى لكل بيئة متطلبات مختلفة لايمكن استخدام نفس القالب مع كل منها فاليئة التعليمية تختلف عن البيئة الترفيهية لهذا السبب تعتبر البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر هي الأفضل من ناحية المرونة حيث يمكن تطويعها بالشكل الملائم لاي بيئة كانت .
الاستقلالية
في البرمجيات الاحتكارية مغلقة المصدر أنت تكون مرتبط بمصدر واحد فقط لا غير وهي الشركة أو المؤسسة المطورة للبرنامج الذي تستعمله، أنت مضطر لانتظار الشركة لتطوير برنامجها وإصلاح أي علل قد يظهر فيه وهذا ما يعرف بـ Vendor Lock-in، على العكس في البرمجيات الحرة أنت فعلياً غير مرتبط بشركة واحدة تستطيع أي شركة تقديم دعم وحلول بأفضل الطرق التي تناسبك. هذا يفتح المجال أمام استقلال الدول والهيئات الرسمية للدولة، ودعم والاعتماد على الشركات المحلية عوضاً عن الاعتماد على شركات أجنبية وبالتالي اصبح هناك نوع من التبعية التقنية.
البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر لها من المميزات مايصعب حصره ,لكن إليك سببا أخيرا؛ لماذا يجب أن نكون في المؤخرة دائماً؟ إذا كانت كل دول العالم سواء الدول المتقدمة أو الدول الناهضة أو حتى الدول النامية بدأت تلتفت إلى البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر وتستفيد منها بأفضل طريقة سواء على المستوى العام أو الخاص، هل يجب علينا التأخر أكثر من ذلك؟
أضف تعليق:
0 comments: