البونساي عندما يجتمع العلم مع الفن

البونساي (Bonsai): هو مصطلح يعني حرفيًا (شجرة في وعاء)؛ وهو فن تعود أصوله إلى ثقافات آسيا القديمة وبالتحديد الصين. بعد ذلك قام اليابانيون بتطويره؛ ففي القرن الثالث عشر جمعوا الأشجار المتقزمة الموجود طبيعيًا في البرية، وقاموا بزراعتها في الأصص، وكانت هذه بدايات هذا الفن.

تتنوع البونساي في حجمها حيث تتراوح بين (5-30) إنشًا في الارتفاع. وتوجد عمومًا طريقتان لعمل البونساي: الأولى تتم بالحصول على الأشجار المتقزمة من الطبيعة مباشرة ونقلها إلى الأصص، والثانية تتم بزراعة أنواع نباتية معينة في الأصص مباشرة.

إن مبدأ البونساي يقوم على زراعة الشجرة أو الشجيرة في وعاء، والتحكم بنموها بحيث تعطي منظر شجرة طبيعية بجذعها وفروعها وأوراقها وبراعمها وثمارها وطبيعة نموها؛ لكن بحجم متقزم.

تزرع الأنواع النباتية المناسبة أولًا في أصص مخصصة للتربية، فيتم تقليم الشجرة وتوجيه نمو فروعها وثنيها باستخدام أسلاك من الألمنيوم أو النحاس بحيث تأخذ الشكل المطلوب, كما يتم تقليم الجذور أيضًا لخلق توازن بين المجموع الخضري والجذري، وعندما تأخذ الشجرة الشكل المطلوب تُنقل إلى أوعية البونساي ذات الأشكال المختلفة فمنها الدائري والبيضوي والمربع والسداسي وغيرها.

عادة تكون الفروع السفلية من الشجرة طويلة وثخينة وقوية النمو، وتقصر هذه الفروع ويقل ثخنها باتجاه قمة الشجرة، مما يكسبها منظر الشجرة البالغة, وهذا يتم التحكم به بالتقليم. وتتنوع أشكال البونساي من الأشكال القائمة إلى المائلة وغيرها.

يتم العناية بالبونساي بالتخلص من الفروع الزائدة، والعناية بالري أسبوعيًا وحمايتها من الرياح الجافة والبرودة الشديدة عندما تزرع في منطقة غير محمية.

أما بالنسبة للأنواع النباتية المستخدمة فلا تصلح أية شجرة أو شجيرة لعمل البونساي؛ فالأشجار ذات الأوراق الكبيرة مثل التين والأفوكادو وغيرها لا تُعطي منظرًا متناسقًا, لذلك يُفضّل انتقاء أنواع نباتية تتأقلم مع النمو في الأصص مثل الزان والبلوط والكاميليا والحمضيات (الموالح) بأنواعها مثل الكيميكوات والليمون والبرتقال والتنجارين, كما يمكن استخدام الكرز والبامياء الزهور والجكرندا والريحان (الآس), والزيتون والقيقب والدردار والتنوب والصنوبر والرمان.

هذه عبارة عن امثلة لفن الونساي الذي تكلمنا عليه.
اضغط على الصورة لمشاهدتها بحجمها الحقيقي