دبيان هو نظام تشغيل حرّ لحاسوبك. نظام التشغيل هو مجموعة البرامج الأساسية والمنافع التي تجعل حاسوبك يعمل. يعتبر دبيان أحد توزيعات لينكس والتي تعتبر نظام تشغيل كامل, يتضمن برمجيات ونظم تثبيت وإدارة وكل ذلك يعتمد على النواة لينكس والبرمجيات الحرة. يوفّر دبيان أكثر من مجرد نظام تشغيل: يأتي بأكثر من 29000 حزمة مصرفّة مسبقًا ومجمّعة بتهيئة مناسبة لتسهيل تثبيتها على حاسوبك. مشروع دبيان قائم على مجموعة كبيرة من المطورين والمساهمين اختاروا العمل تطوّعًا من أجل إنشاء نظام قائم على برمجيات حرة 100% تحترم ما يسمى خطوط دبيان العريضة للبرمجيات الحرة (DFSG). لاتوجد شركة راعية لتوزيعة ديبيان مثل أوبنتو وريدهات,بل يتم تطوير التوزيعة بواسطة المتطوعين والمجتمع الخاص بالتوزيعة.
اصل الاسم دبيان
ديبيان ليس اختصارا, هذا الإسم في الواقع ناتج عن جمع اسمين : أيان مورديك وصديقته في ذلك الوقت ديبرا. ديبرا + إيان = دبيان .
عندما أنشأ إيان مورديك دبيان عام 1993 كانت عنده أهداف واضحة عبر عنها في بيان دبيان, كان لنظام التشغيل الحر الذي أراده ميزتين أساسيتين, اولا الجودة : يجب تطوير دبيان بكل حرص, حتى تستحق استخدام نواة لينكس, كما يجب ان تكون توزيعة غير تجارية لكن موثوقة بما يكفي لتنافس التوزيعات التجارية الكبيرة, لم يكن تحقيق هذا الطموح المزدوج ممكنا حسب رؤيته إلا بفتح عملية تطوير دبيان كما هو حال لينكس ومشروع جنو GNU وهكذا سيشارك العديد من الاشخاص في تحسين المنتج باستمرار.
كان إيان موردك مؤسس مشروع دبيان القائد الاول للمشروع من عام 1992 وحتى 1996, بعد أن سلم الراية لبروس بيرنز, أخذ إيان دورا أقل ظهورا, لقد عاد للعمل وراء الكواليس في مجتمع البرمجيات الحرة وانشا شركة Progeny, وكان ينوي تسويق توزيعة مشتقة من دبيان, كان هذا الاستثمار فاشلا تجاريا وتوقف عن التطور, أعلنت الشركة عن افلاسها في افريل 2007, وهكذا كانت رحلة مؤسس دبيان بعد تسليمه لمشروعه .
تعدّ توزيعتا دبيان وأوبنتو من أكثر توزيعات لينكس تأثيرا، فمن بين حوالي 285 توزيعة نشطة، تُشتقّ 132 من دبيان بما فيها أوبنتو نفسها، إضافة إلى 67 أخرى مشتقة مباشرة من أوبنتو. على الرغم من ذلك تختلف تجربة استخدام الاثنتين في جميع الجوانب تقريبا؛ الأمر الذي يجعل الاختيار، الذي يجب أن يُبنى على التفضيلات في نواح أساسية مثل الدّعم، مستوى تحكّم المستخدِم، سهولة الاستخدام؛ أمرا غير يسير بتاتا.
محتويات توزيعة دبيان
يحوي مشروع دبيان ثلاث أو أربع نسخ مختلفة في الوقت نفسه، تسمى تجريبية، غير مستقرة، اختبارية، ومستقرة. كل واحدة توافق مرحلة مختلفة من التطوير. لفهم الوضع بشكل جيد، دعنا نلقي نظرة على رحلة البرنامج، منذ التحزيم الأولي حتى إضافته إلى النسخة المستقرة من دبيان.
الحالة التجريبية
دعنا في البداية نلقي نظرة على على الحالة الخاصة للتوزيعة Experimental (التجريبية): هذه عبارة عن مجموعة من حزم دبيان التي تحوي برمجيات قيد التطوير، ولا يشترط أن تكون مكتملة، من هنا جاء الاسم. لا يستطيع كل شيء عبور هذه المرحلة؛ يضيف بعض المطورين هنا للحصول على ملاحظات من المستخدمين الأكثر خبرة (أو المستخدمين الشجعان).
فيما عدا ذلك، تستضيف هذه التوزيعة بين الحين والآخر التعديلات المهمة على الحزم الأساسية، التي سينتج عن إضافتها إلى غير المستقرة آثار خطيرة إذا وجدت فيها علل قاتلة. لذلك تعزل هذه التوزيعة بالكامل، ولا تهاجر حزمها أبداً إلى النسخ الأخرى (إلا عن طريق تدخل المشرف أو ftpmasterss بشكل واضح ومباشر).
كما أنها ليست مستقلة بذاتها: فلا تحوي إلا مجموعة فرعية من الحزم، وهي لا تشمل النظام الأساسي عموماً إذن، لا تفيد التوزيعة التجريبية إلا إذا جُمِعَت مع توزيعة أخرى مستقلة، مثل غير المستقرة.
الحالة غير المستقرة
دعنا نلتفت إلى حالة الحزم النموذجية. يُنشِئ المشرف حزمة أولية، التي يترجمها للنسخة Unstable (غير المستقرة) من دبيان ويضعها على مخدم ftp-master.debian.org. هذا الحدث الأولي يستدعي تدقيق ومصادقة ftmasters. بعدها يصبح البرنامج متاحاً في التوزيعة غير المستقرة، وهي التوزيعة الأحدث التي يختارها المستخدمون الذين يهتمون بالحصول على أحدث الحزم أكثر مما تهمهم العلل الخطيرة. يكتشف هؤلاء البرنامج إذاً ويختبرونه.
إذا واجهتهم مشاكل، سوف يبلغون عنها إلى مشرف الحزمة. بعدها يحضر المشرف نسخاً مصححة بانتظام، التي يرفعها إلى المخدم.
كل تحديث جديد للحزمة ينتقل لجميع مرايا دبيان حول العالم خلال ست ساعات. بعدها يستطيع المستخدمون اختبار التصحيحات والبحث عن أي مشاكل أخرى نتجت عن التعديلات. قد تجري بعدها تحديثات عديدة سريعة. خلال هذه الفترة، تنطلق روبوتات البناء الآلي (autobuilder) للعمل.
في أغلب الأحيان، يملك المشرف حاسوباً شخصياً تقليدياً وحيداً ويترجم حزمته على المعمارية amd64 (أو i386)؛ تتولى البانيات الآلية (autobuilders) العمل وتترجم نسخاً لجميع المعماريات الأخرى آلياً. قد تفشل بعض الترجمات؛ عندها سيستقبل المشرف تقرير علة يوضّح المشكلة، التي تصحح لاحقاً في النسخ التالية. أما إذا اكتشف العلة أحد الخبراء في المعمارية المذكورة، فقد يرفق رقعة جاهزة للاستخدام بتقرير العلة.
الهجرة إلى الاختبارية
بعد مدة، تنضج الحزمة؛ وتترجم على جميع المعماريات، كما لن تجرى عليها أي تعديلات جديدة لفترة من الزمن. عندئذ تُرشَّح للتضمين في التوزيعة الاختبارية (Testing) — وهي مجموعة من الحزم غير المستقرةالمختارة وفقاً لمعايير محددة. كل يوم يختار برنامج آلي الحزم التي ستضاف إلى الاختبارية، حسب مجموعة من العناصر التي تضمن مستوى معين من الجودة:
عدم وجود علل حرجة، أو على الأقل، أن تكون العلل الحرجة أقل مما هي في النسخة الموجودة حالياً في الاختبارية؛
قضاء 10 أيام على الأقل في غير المستقرة، وهذه فترة كافية للعثور على أي مشاكل خطيرة والإبلاغ عنها؛
نجاح ترجمة الحزمة على جميع المعماريات المدعومة رسمياً؛
يجب أن تكون اعتماديات الحزمة قابلة للحل في الاختبارية، أو أن يمكن على الأقل نقل اعتمادياتها معها.
من الواضح أن هذا النظام ليس معصوماً عن الخطأ؛ فالعلل الحرجة تظهر بانتظام في الحزم المضمنة في الاختبارية. مع ذلك، فهو فعال عموماً، والمشاكل التي تبرز فيالاختبارية أقل بكثير من التي تجدها في غير المستقرة، وبذلك تكون للعديد من الأشخاص حلاً وسطاً مقبولاً بين الاستقرار والحداثة.
الترقية من الاختبارية إلى المستقرة
دعنا نفترض أن حزمتنا وصلت الآن إلى الاختبارية. طالما أن هناك مجال للتحسين، يجب أن يتابع المشرف على الحزمة تحسينها وإعادة بدء العملية من غير المستقرة (لكن إضافتها لاحقاً إلى الاختبارية تكون أسرع عموماً: فإذا لم تتغير بشكل كبير، ستكون كل اعتمادياتها موجودة مسبقاً). عندما تصل إلى المثالية، ينتهي عمل المشرف.
الخطوة التالية، هي تضمينها في التوزيعة المستقرة (Stable)، وما هي ‒في الواقع‒ إلا نسخة بسيطة منالاختبارية في لحظة محددة يختارها مديرو الإصدار. في الحالة المثالية، يُتَّخذ هذا القرار عند جاهزية المُثبِّت، وعندما لا يحوي أي برنامج في الاختبارية أي علل حرجة.
بما أن هذه اللحظة لن تصل أبداً في الحقيقة، يجب أن يضحي دبيان عملياً: إما بإزالة الحزم التي لا يتمكن مشرفوها من تصحيح عللها في الوقت المناسب، أو الاتفاق على إصدار توزيعة تحوي بعض العلل من بين آلاف البرامج. يعلن مديرو الإصدار قبل هذا عن فترة تجميد، تحتاج أثناءها كل التحديثات التي تصل إلىالاختبارية للموافقة. الهدف هنا منع دخول أي نسخة جديدة (مع عللها الجديدة)، وقبول التحديثات التي تصحح العلل السابقة فقط.
في نهاية الرحلة
أصبحت حزمتنا المفترضة في التوزيعة المستقرة. توضح هذه الرحلة، التي لا تخلو من الصعوبات، التأخيرات الكبيرة التي تفصل إصدارات دبيان المستقرة. يساهم هذا إجمالاً في سمعة دبيان بمجال الجودة. بالإضافة لذلك، غالبية المستخدمين يرضون باستخدام إحدى التوزيعات الثلاث المتوفرة في كل الأوقات.
فمديري النظم، الذين تهمهم استقرارية مخدماتهم أكثر من أي شيء، لا يحتاجون آخر صيحات النسخة الحديثة من GNOME؛ يستطيعون اختيار دبيان المستقرة، وسيكونون راضين. أما المستخدمون النهائيون، الذين تهمهم إصدارات GNOME أو KDE الأخيرة بدلاً من الاستقرارية التي لا تهتز، سيجدون دبيانالاختبارية حلاً وسطاً مقبولاً بين الحصول على أحدث البرمجيات وبين عدم وجود مشاكل كبيرة.
أخيراً، المطورون والمستخدمون الأكثر خبرة يستطيعون تمهيد الطريق عبر اختبار أحدث التطورات في دبيان غير المستقرة في منبعها، على حساب أوجاع الرأس وملاقاة العلل التي تظهر في كل النسخ الجديدة من البرامج. لكل واحد دبيان خاص به!
من حيث الجودة، فإن سياسة دبيان وفترة الاختبار الطويلة قبل إصدار نسخة مستقرة جديدة تبرر سمعة المشروع في الاستقرار والتناسق. وبالنسبة للتوافر، فكل شيء متاح على النت عبر مرايا عديدة حول العالم، مع رفع التحديثات كل ست ساعات.
يبيع العديد من تجار التجزئة أقراص CD-ROM على الإنترنت بأسعار مخفضة جداً (غالباً بسعر التكلفة)، التي يمكن تنزيل ”صورها“ مجاناً. هناك عيب واحد فقط: الزمن الطويل بين إصدارات النسخ المستقرة الجديدة (أحياناً يستغرق تطويرها أكثر من عامين)، الذي يؤخر تضمين البرمجيات الجديدة.
للمزيد أدخل إلى قسم أنظمة التشغيل من هنا : قسم أنظمة التشغيل
أضف تعليق:
0 comments: