كثيرا ما نسمع عن حوادث الإغتصاب التي تنتشر قصصها بسرعة النار في الهشيم وغالبا مايتم إضافة لمسات لتلك القصص لتبدو مشوقة وأكثر إثارة والمشكلة أن الشعب يصدق مايقال له حتى أنه لايتعب نفسه في التأكد من صحة القصة وبين هذا وذاك تصبح القصة على لسان الجميع وكل شخص يضيف رتوشا إلى القصة حتى تبدو مثيرة للمستمع لكن من هو الضحية هنا ؟ وماهي نظرة المجتمع إليه ؟
الإجابة بسيطة وسريعة فبالرغم من أننا نسكن في دول مختلفة إلا أن مجتمعنا واحد, فنحن نتقاسم نفس الظروف ونفس المشاكل ونفس الصعوبات وقصص الإغتصاب أشياء نتعايش معها دوما لكن للأسف فالعدالة لا تأخذ مجراها في هذا الجانب فغالبا ماتكون المرأة هي الضحية الأولى في هذه القصة وبالرغم من الآلام التي تعيشها المرأة والضغوط النفسية التي تعانيها إلا أننا نجد بان مجتمعنا ينظر إليها نظرة خاطئة تماما, مجتمعنا لايرحم في مثل هذه الأمور لدرجة تجعله يوجه الإتهام للمرأة حتى ولو كانت ضحية , وكأنما هي التي ارتكبت هذا العمل ضد شخص آخر وكأنما هي الجاني وليست الضحية وهي من تتحمل المسؤولية كاملة و كأنما هي الطرف الوحيد في هذه القصة والشيء المرير هو أنها قد لاتجد فرصة للزواج ويسلب منها حقها وتصبح الأمور كعصر الجاهلية وتلعب المرأة دور العبيد ..
هنا يجب أن نتوقف قليلا ونسأل أنفسنا , هل نحن نتعامل بعدل مع كل هذا؟ في الحقيقة معظم المشاكل التي يتعرض لها المجتمع العربي تمتلك حلا ظاهريا حلا واضحا وضوح الشمس فالجميع يعرف لب المشكل لكن لا أحد يمكنه حله, هذا الأمر مشابه لسؤالنا السابق فنحن نسال سؤالا نعرف إجابته فمجتمعنا يتعامل بازدواجية ليس في موضوع الإغتصاب وحسب بل في الكثير من القضايا, لماذا تعامل المرأة المغتصبة بشكل سيء بينما الرجل لايحاسب مثلما تحاسب المرأة على الرغم من أنه هو الجاني في الكثير من القصص؟ بل بالعكس حياته تكون طبيعية ويحاول الناس أن يجدوا أعذارا له حتى وإن انتقدوه في البداية..
هذا دليل أيها البشر على أننا بعيدون كل البعد عن الحضارة, يمكن القول عن معاملة المرأة المغتصبة بأنه عدم تطبيق للعدالة بأنه ظلم بأنه تسلط وبأنه تمييز عنصري, هذه الأمور التي مرت على أجدادنا وآبائنا يجب أن تباد في عهدنا لايجب أن نأخذ بكل العادات فلكل شخص عاداته, وعادات أجدادنا أصابها النقص في حضور العقل.
أو تعلمون المرضى الذي نهش عقولنا وأعمى بصيرتنا عن الحق؟ أو تعلمون ماهو!
إنه الجهل, فالجهل يفعل أشياء لاتستطيع أنت وأنا تخيله, فالاصح في عمليات الإغتصاب أن يتم تطبيق العدل ومحاسبة الجاني بغض النظر إن كان ذكرا او أنثى لايجب أن ننظر الى الإعتقادات التي كانت عند أجدادنا وآبائنا, اليوم نحن هنا ويجب أن نفعل الأمور بالطريقة الصحيحة التي ينبغي أن تكون عليها, نحن لا ننظر إلى المرأة المغتصبة على أنها بشر أنت لاتتصور الشعور الذي ينتابها والضغوط النفسية التي تتعرض لها من كلام الناس ونظرة المجتمع الخاطئة لها كيف لا والجميع ضدها, يجب أن نتوقف عن الحديث عن أعراض الآخرين وتداول قصصهم بدون البحث عن الحقيقة يجب تطبيق القانون وعدم التمييز بين ذكر وأنثى, هل المرأة إنسان من الدرجة الثانية أم ماذا ؟ أليست هي مصلحة الأمة !
إذا كنت تعي حقا ماقلته هنا فيجب عليك المشاركة في محو الأفكار الخاطئة في مجتمعنا, يجب أن نعيد برمجة عقولنا وتنضيف أنفسنا من كل هذه الشوائب, لأنني رأيت بان هذا الشيء خاطئ قمت بهذا.. ماذا عنك؟ إذا كنت ترى الأمر بنفس منظوري فشارك هذا أو ساهم معنا في محو هذه الأفكار القاسية من مجتمعنا.
أضف تعليق:
0 comments: