Navigation

فساد الحكومة والقانون الذي لايطبق على أصحاب السلطة والنفوذ

طوال هذه السنين الأخيرة بذلت الكثير من الحكومات حول العالم جهودا قوية لتدريب مواطنيها على ازدراء حقوقهم بالذات, لقد أقنعت مجموعة مكررة من التبريرات التافهة الناس على تحمل انتهاكات قاسية لمملكة حقوقهم
فساد الحكومة والقانون الذي لايطبق على أصحاب السلطة

إن أكثر الناشطين السياسيين التزاما والمناظلين ضد الحكومات, والقائلين للحقيقة غالبا مايدفعون للاستسلام بانهزامية, ان المؤسسات المهيمنة تبدو قوية جدا على التحدي, والمعتقدات السائدة تبدو راسخة جدا على الاستئصال, وهناك دوما الكثير من الأطراف التي تملك مصالح للحفاظ على الوضع الراهن, هؤلاء الحكومات أو أصحاب السلطة والنفوذ يتمتعون بالقوة لدرجة تمكنهم من الخروج من ساحة الجريمة من دون أن يحاسبهم أحد بينما تجد بأن ارتكاب شخص عادي لجرم ما سيجعله قابعا في غرفة وراء القضبان, يبدو الأمر أشد ظلما عند قراءة مثل هذه الكلمات لكنه يحدث في الواقع وكأنك لم تنتبه له ! حتى من ينتبهون لهذا الأمر تجدهم يتكلمون عن الأمر بدون مشاعر حقيقية فقط كلمات تصف الحدث بدون أن تقدم مظاهر الظلم والقسوة التي لا تسلط على أصحاب النفوذ الذين بالكاد يمكن خدشهم أو زحزحتهم عن عرش السلطة.

طوال هذه السنين الأخيرة بذلت الكثير من الحكومات حول العالم جهودا قوية لتدريب مواطنيها على ازدراء حقوقهم بالذات, لقد أقنعت مجموعة مكررة من التبريرات التافهة الناس على تحمل انتهاكات قاسية لمملكة حقوقهم, وكانت هذه التبريرات ناجحة, لدرجة أن الكثير من الناس يهللون عندما تظهر السلطات بهيئة المساعدة وتقديم العون لشعبها, في الحقيقة حتى شعبنا غبي للغاية هو ينسى سريعا كأن ذاكرته تهشمت أو استعملوا عليها دواء محى الماضي من دماغه .

توظف هذه الشركات والحكومات أفضل المحامين في العالم, ولا تعاني حتى من أبسط العواقب, وعندما يكتشف بالتحقيق أن مسؤولين في أعلى مستويات السلطة قد أداروا شخصيا نشاطا ربحيا إجراميا, فماذا يحدث؟ إذا كنت تصدق يوقف هذا التحقيق وتصنف نتائجه بأنها فائقة السرية وتوضع في حجرة معلومات مراقبة بشكل استثنائي وتمنع أي تحقيقات مستقبلية في الموضوع, على قاعدة أن محاسبة أولائك الذين يسيئون استخدام السلطة تعارض المصلحة القومية وينبغي علينا أن ننظر إلى الأمام وليس إلى الخلف.

هل يمكنك رؤية مدى ألم أننا نحن الشعب وحدنا من يطبق عليه القانون وعندما يتعلق الأمر بمسؤول من الحكومة يتم لف الأمر بالغموض ويختم عليه بأنه سري للغاية حتى يتم تناسي القانون ومحاكمة المسؤولين بشكل استثنائي و يتم الخروج بنتائج لن تشاهدها لا أنت ولا أنا, هذه النتائج التي تقول بأن محاكمة أصحاب النفوذ والسلطة يجب أن تكون استثنائية فتطبيق العدل هنا سيكون معارضا للمصلحة القومية كأن أولائك المسؤولين يخدمون الشعب حقا.

إذا كنت تصدق بأن المافيا هم أشخاص سيئون فيجب عليك أيضا أن تصدق بأن بعض الحكومات هي أشد سوء, تقوم مثل هاته الحكومات بسرقة أموال الشعب, وعدم تطبيق العدل, والعيش على الكذب والنهب, وإن تعلق الأمر بمحاسبة صاحب سلطة قالوا بأن تطبيق القانون هنا سيكون عارضة ستصطدم بها مصلحة أمة, كأن العدل هنا يسير على شفا حفرة, يهوي عندما يتعلق الأمر بصاحب السلطة لكنه يتشبث عندما يتعلق الأمر بشخص بسيط من الأمة, أليس الظلم هنا آداة توزع بشكل أعمى !

في بعض الأحيان يتراء لك بأن الشعب ضحية وفي أحيان أخرى يبدو الشعب غبيا, لكن إن تم احتساب بأن كل شخص يعيش حياة واحدة فقط - وهذه هي الحقيقة التي نعلمها – فيجب اسقاط حجة أن الشعب ضحية ويجب أن ترفع لائحة مكتوب عليها بأن الشعب غبي, فالتاريخ كان شاهدا وفي معظم الأحيان على الكثير من الثورات الناجحة التي خاضتها عدة شعوب في مختلف الأماكن والأزمان, هناك من فشلت لكن مع الوقت فمعضمها نجحت كان أغلب هذه الثورات عبارة عن خوض الشعب لحرب تحريرية ضد حكومات قمعية أي أنها كانت مطالبة لحق مسلوب, إن الفساد الذي يطال الحكومات حاليا وأصحاب السلطة أمر ظاهر ومعضمنا يعرفه, يتم التحدث عن مثل هاته الأمور مئات المرات في اليوم, هناك أشخاص عملوا في الحكومات وسربوا معلومات سرية للغاية كانت مخفية عن الناس حول فساد في السلطة, انتهاكات لحقوق الشعب, تجسس ومراقبة لمعضم اتصالات الناس, اغتيالات محسوبة, صفقات اجرامية وغيرها من الأشياء القذرة التي لايمكن دحضها لأنها حدثت حقيقة .

على مر التاريخ تمت السيطرة على العالم من خلال الإيديولوجيات الكبرى مثل الدين, الاشتراكية والرأسمالية على سبيل المثال لا الحصر هذه كلها كانت مثالا على أشكال الرق التي زادت سيطرتها في مرحلة توقفت الثورة فيها عن إزالة حريتنا, يجب عليك حقا أن تسأل لماذا هذه الإيديولوجيات هي الأنظمة المسيطرة, يجب أن لانكون شخصا فالأشخاص يموتون يجب أن نكون أفكارا فالافكار خالدة وهي وحدها من يمكن أن تزيد وعينا , وعندما يعي كل واحد منا مايجري فعلا عندها فقط يمكننا أن نفعل أشياء تدل على فهمنا الصحيح لمسؤوليتنا الأخلاقية اتجاه كل هذا.

الميل لربط الأحداث الماضية إلى ماهو ممكن في الوقت الحاضر يصبح أكثر صعوبة حيث تغيرت البيئة الجيوسياسية بشكل لايمكن حصره تغيرت البنية الاجتماعية والاقتصادية لكن حريتنا نحن الشعب تركت بلا تطور, الحقوق التي تتراء أمام أعيننا لايمكن تصديقها بعد الآن, الحكومة تكذب باستمرار والمسؤولون لن نصدق بأنهم مسؤولون وإلا لماذا ينتقل الأمر من سيء إلى أسوء, يمكنك سؤال نفسك لماذا دفعت أمريكا جنودها إلى العراق, يمكنك أن تسئل نفسك عن التدخلات بالجملة في سوريا, ثم اسأل نفسك لماذا الحكومات التي تشارك في حرب ما تكون من دولة بعيدة عن ساحة المعركة نفسها, لايمكنك أن تصدق ماتتناوله الأخبار, الاجابات التي يجب أن تحصل عليها لا يمكن أن تشاهدها في التلفاز لأنه وببساطة تم السيطرة على الجميع, لاتصدق بأن هنالك معارضين للسلطة لأنهم في حقيقة الأمر من الموالات, يجب أن تصدق بأن حكومات اليوم لا يهمها العدل أو تطبيق القانون بقدر ماتهمها مصالحها فأي حكومة تريد أن تجعل العالم مكانا أفضل لنفسها

عندما يتعلق الأمر بالوقوف ضد الحكومات لا أحد يرغب في رؤية ما سيأتي لذلك معظم الناس يضعون رؤوسهم في الرمال ويبذلون قصارى جهدهم في عدم التفكير حول كل هذا, الأمور المشابهة لهذه تبدأ دائما بسؤال واحد ماذا يمكننا أن نفعل, أول شيء يجب أن نفهمه هو مشكلتنا النفسية, معضمنا يعاني الخوف ودائما مانسأل أنفسنا ماذا لو حدث هذا وذاك, إن بقيت صامتا الآن فيجب أن تتحمل الأضرار فيما بعد, لايهم كيف ستشارك في هذا الأمر سواء بكتابة المقالات أو بصناعة الفيديوهات, رسائل كانت أو مشاركات قصيرة لاتهم الوسيلة بدرجة أهمية الهدف, إذا رأيت بأن كلامي غريب عليك فأنت بعيد عن الأفكار التي تكونت لدي بعد البحث وقراءة كتب تناولت أحداث واقعية, الباحثون عن الحقيقية لايشبهون عبيد السلطة.. إن كنت تعي حقا ما قلته هنا وإن كنت تتمتع بمسؤولية أخلاقية فقم على الأقل بمشاركة هذا المقال ..
مشاركة

أضف تعليق:

0 comments: