بعد فترة طويلة من تواجدي في عالم التدوين لفت نظري الكثير من الأمور الخاصة بالويب العربي , وأعتقد أنها لفتت أنظار الآخرين أيضاً , ولكن عادة لا أحد يتحدث عنها لا لشيء سوى أنها تصوّرات شخصية غير مدعومة بأرقام أو إحصائيات تدعمها.
أعتقد أنه لدي خبرة جيدة نوعاً ما في حركة التدوين العربي , بشكل يؤهلني لطرح بعض التصورات والرأي الشخصي ورصد لبعض الأمور على ساحة الويب العربي عموماً ..
محتوى ( الشجرة الساجدة ) و ( السحليـة الراكعــة ) و ( حريق في قبر عبد الحليم حافظ ) و (سقوط فستان هيفاء) ، إلخ .. هو المحتوى المهيمن بشكل كامل في الويب العربي .. مهما سخرنا من هذه النماذج ، إلا أنها موجودة بقدر هائل بيننا بالفعل بشكل حقيقي .. بشر بيننا ، يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ..
هذا الهـراء له مردود هائل في العقول العربية .. لا تتخيّله .. الناس يصدقون بالفعل ، ولا يتشاركون هذه الامور من باب الدهشة ، أو الحيرة .. إنما من باب التصديق .. صبية ، وشباب ، ومراهقين ، وحتى كبار السن .. الكــل يصدّق هذه الأمور ويتابعها بإهتمام حقيقي ، مهمـا سخرت انت منها ..
الترجمة حركة مهمة في المواقع العربية ، وليست سيئة على الإطلاق .. تكون سيئة فقط عندما تكتشف أن المقال المترجم الذي قرأته لا
علاقة له بالمصدر .. حالة من حالات : إذا ألّـــف ترجم ، وإذا ترجــم ألّف ..
صفحات النكت والألغاز والطبخ هي الأكثر مشاهدة, مهما سخرنا من هذا الأمر فهو حقيقة سيطرة على الويب العربي ومازالت تسيطر للآن, لكنها بدأت تنخفض نسبيا بسبب تطلع المتصفح العربي على الويب أكثر.
المبادرات العلمية في تطور, وكذلك المشاريع الناشئة, في الآونة الأخيرة أصبح للعديد من البلدان موقع علمي يبدأ بكلمة الباحثون ويتبعه إسم الدولة, لا ننسا المبادرات الأخرى الكثيرة والتي تزداد يوما بعد يوم.
تطور الفكر العربي كثيرا فيما يخص البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر, إزدادت نسبة التحدث عليها سواء في المنتديات أو المواقع أو حتى في الشبكات الإجتماعية, وهذا شيء جيد بالنسبة لنا جميعا, لن أنسى ذكر موقع كتب حرة الذي يعتبر موقعا رائعا لنشر الكتب الحرة, والذي يعتبر موقعا رائعا حقا.
حركة التدوين النسائية ترتفع بشكل قياسي .. المدوّنات العربيّــات أكثر حماساً بكثير من المدوّنين في رأيي .. بل أعتقد أن أسلوبهنّ أكثر قوة وتنوّعاً ، وأخطـائهنّ أقل خصوصاً المبتدئات منهنّ .. يهتممن جداً بالأخطاء والمردود والرأي ..
أفضـل صياغات عربيّة على الإطلاق يكتبها مدوّن محترف ، غالباً ستجده جزائري الجنسية .. المدوّن الجزائري المحترف تحديداً تخرج منه صياغات مُحكمة للغاية ، تشعرك أنه يكتب دراسة أدبية وليس مقالاً رقمياً .. بعكس المدوّنين الرقميين عموماً ، الذي يميل الى التبسيط والسرعة في استعراض الموضوعات.
لا يوجد شاب مغربي لا يمتلك مدوّنة تقنيّـة غالباً .. عدد المدوّنات التقنية والمعلوميّات في المغرب يشعرني بحيرة حقيقية حتى هذه اللحظة .. حتى المراهقين في عمر الخامسة عشر تجدهم يمتلكون مدوّنات تقنية .. لا اعتقد أن الأمر سببه فقط الثورة التي أحدثها أمين رغيب ، وإنما بسبب هوس فطري غريب للمغاربة بهذا المجال على ما يبدو ..
الأردنيّــون رائعون فيما يخص صناعة المحتوى .. لديهم مستثمـرين مثقفين ، ولديهم جهات حكومية وخاصة تدعم المشروعات الناشئة المميزة بالفعل وتسهّل لهم العقبات - بالمقارنة بدول أخرى دورها ان تقتل كل مشروع محتوى جيد ..
في رأيي ، أي كاتبة عربية من أي جنسية ، إما تعرّضت للتحرّش من قبل القرّاء بطريقة ( ممكن أتعرّف ) ؟ .. أو تحرّش بالهجوم على مقالاتها بعنف دون مبرر فقط لمجرد أنها امرأة.. لا أحد يعلم نوع الرسائل التي تتلقاها الكاتبة العربية.. الكاتبة التي لم تتعرّض لهذين النوعين من التحرّش ، حتماً سوف تتعرّض له مستقبلاً ..
لا يوجد نقد حقيقي للتدوين العربي .. غالباً العقلية العامة للمعلّقين تتراوح ما بين ( ما أروعك ، موضوع رائع رهيب ، موضوع عظيم .. إلخ ) .. أو ( ما هذه السخافة التي تكتبها ؟ ) .. لا يوجد نقد يذكـر الإيجابيات أو السلبيـات معاً .. إما رائع وإما سخافة ..
أضف تعليق: