المقاولة هي عبارة عن وحدة للإنتاج تعتمد على الرأسمال والطبقة العاملة والتجهيزات من أجل إنتاج شيء ما أو تقديم خدمة لتلبية حاجات المستهلك , إن الهدف من إنشاء المقاولة هو تحقيق أكبر ربح ممكن بكلفة أقل وفي وقت وجيز, هذه هي قاعدة كل المقاولات.. الفكرة التي تطرح الحاجة هي أن النقود ومهما بلغت قيمتها لايمكنها تحقيق شيء بدون إنسان تلك النقود لن تنتج شيئا, إن عمل الإنسان هو العنصر الأساسي في عملية الإنتاج, من هنا تبرز ضرورة تشغيل المواطنين الذين لايملكون مصدرا للعيش سوى الأمور التي تحتاجه المقاولة, في المقاولة المعاناة للجميع في النهاية المقاول هو المستفيد الأكبر لأن الأجور التي يتقاضاها العمال ستمكنهم فقط من الاستمرار في الحياة هم وأطفالهم, المعادلة التي يمكن الحصول عليها هنا هي العمل لمدة 8 ساعات وتقاضي أجر ساعتين هذه هي الحقيقة, لهذا في معظم أعمال المقاولة يتم إنجاز المشاريع بشكل مهترئ, لاشيء له جودة مطابقة لمعيار العمل المطلوب.
إن تراكم الرأسمال عند البعض يقابله المزيد من الكدح والمعاناة عند الآخرين, شخص يعمل طوال اليوم بدون أن يجد وقتا للغداء ثم يأخذ أجرا لايمكنه سد فواتير الماء والكهرباء والغاز هو كدح ومعاناة, بالمقابل إن أعطى صاحب الرأسمال حقوق العمال حقيقة فسيصبح فائض أرباحه قليلا, إنها معادلات مهمة في جانب الربح استنتجتها من تحليل مركز لإنتاج الحبوب حين كان جارنا يعمل فيه, ليس الأمر متعلقا بالشركات الخاصة فقط بل الأمر متعلق ببعض القطاعات الحكومية أيضا, لكن عموما الكدح والمعاناة منتشر بكثرة في الشركات الخاصة.
إن الأمر على حقيقته يعبر عن أهمية العملة مقابل أهمية العامل, إن المواطنين الذين يضطرون إلى بيع قوة عملهم إلى أصحاب الرأس مال مقابل أجور متدنية يشكلون طبقة ذات خصوصيات محدودة تسمى الطبقة العاملة, يمكن وصف هذه الطبقة في بلداننا بمجموعة الأشخاص الذين يبذلون مجهودا كبيرا ويتقاضون أجرا لايضمن لهم أدنى شروط الحياة, أتعس العناصر ممن يشكلون هذه الطبقة هم في الأغلب أشخاص أميون, توقفوا عن الدراسة في المراحل الإبتدائية منها, لهذا يتم استغلالهم.
بدون النظر نحو الشركات الخاصة, وبالسير نحو المكاتب الصغيرة حيث يقوم بعض الأشخاص الذين يحترفون مهنة خاصة مثل المحامات أو مكاتب الدراسات أو غيرها من الأماكن التي يتحتم فيها على صاحب المهنة أن يوظف فيها أشخاصا آخرين لمساعدته مثل سكرتير(ة) على سبيل المثال لا الحصر, ستجد فيها بأن الأشخاص الذين يتم توظيفهم سيتقاضون أجر متدنيا في الأغلب سيكون 15000 دينار جزائري أو أقل من ذلك, بالنظر إلى ساعات العمل الطويلة فإن هذا الأجر سيكون متدنيا, وإن كان هذا الشخص يملك بيتا مستقلا فلن يكفيه هذا المبلغ حتى لتسديد الفواتير, هذه الحقيقة المرة التي يمكنك مشاهدتها في هذه الحياة تحدث حقيقة, وسببها هو أن الأشخاص الذين لم ينالوا تعليما كافيا سيتم كدحهم من قبل المسؤولين عن العمل.
الأمر يبدو ظالما لكنه حقيقة ليس كذلك, المعادلة الكونية الأسمى والتي تقول بأن الطاقة لاتضيع تطبق على البشر أيضا, أنت كشخص لماذا ستسمح باستغلالك, لماذا ستتوقف عن التعليم في وقت مبكر, رغم أن إجابة هذا غالبا ستكون هي لأن أباك وأمك لهم تأثير كبيرا في هذا, إن لم تلاحظ فإن الكثير من الأشخاص الذين يعملون في الطبقة العاملة أبنائهم سوف يصبحون مثلهم, أنا أرى هذا حولي في بيت صديقي, في بيت جاري وفي بيت أقاربي, إن لم تصدق هذا فيمكنك التحقق بنفسك ولاتنسى بأنني قلت الكثيرين وليس الجميع, عندما تم إلغاء الحقنة من المستشفى العمومي وتم جعلها في مستشفيات فرعية لا أحدى إهتم بالسبب ولا أحدى قام بتحليل الأمور, لقد كان السبب الرئيسي هو جعل الأشخاص يدفعون ضريبة قيمتها 50 دينار جزائري لأخذ العلاج, قد يبدوا هذا المبلغ صغيرا لكنه مبلغ, كان يمكن للشعب مدارات هذا الفساد لانني أراه فسادا حقا, لكنني أرى بأن غباء الشعب يفوق قذارة هذا الفساد, حين لايكتشف الأشخاص مايحدث حقا سيصبح من السهل على المسؤولين خداعهم سيسهل سحقهم وسيسهل كبح أفكارهم, الغريب أنك في حالة إخبار الآخرين حول هذا سيضحكون عليك سيسخرون من قيمة المبلغ الصغير لكنهم في نفس الوقت لا يعلمون بأنهم يتجهون تدريجيا لإزدراء حقوقهم, للإنصياع وللخضوع, وبهذا سيتم استغلالهم في العمل وفي أي مكان.
كيف سيعرف الآخرون بأنه يتم استغلالهم, وبأن الأجر الذي يتقاضونه لا يشكل 25 بالمئة من الطاقة التي ينتجون, أزمة حقيقية من قلة الوعي, قلة الوعي تعني عدم تحمل المسؤولية, هذا تحديدا ماسيعني خطرا حقيقيا, لأن الشعب إن أصبح غبيا فسيصبح الفساد فأرا يتكاثر في جحره وفي السقف, في الغرفة وفي الشارع وفي كل مكان, في العالم الذي يدعي فيه البعض بأن الديمقراطية هو شيء نتنفسه سيقابله أمور متناقضة ليس في الطبقة العاملة فقط بل في كل الجوانب تقريبا, الظلم والتوحش على حقوق العمال, هذا مايحدث تقريبا عندما تصبح النقود أغلى من الروح البشرية, حتى الأشخاص المعنيون بالظلم والاضطهاد سوف يتخلون عن أرواحهم مقابل هذه النقود.
هذا العالم السيء الذي يحترمك فقط من أجل مالك وسيارتك ومن أجل علمك وإن لم تكن تتوفر على الأقل على واحدة من هاته الثلاثة فسيخبرك الكثيرون بأنهم لايحتاجونك في حياتهم, دائما وأبدا عندما تعي مايحدث سوف تحصل بشكل تدريجي على أفكار لما يجب عليك فعله, كمختصر لما تم ذكره سابقا, إذا خرج أحدنا وألقى خطابا على جماعة بأن يتركوا عملهم لأنه يتم كدحهم, فلا أحد سيفعل ذلك هذا تماما مشابه لرفع الأسعار وصمت الجميع, كل الأشياء متعلقة ببعضها, إذا سمحت بكدحك مرارا وتكرارا فستصبح تدريجيا شخصا يسمح للآخرين بازدراء حقوقه.
مقالاتك حقيقية فعلا،، الناس يعبدون الاموال انت محق حين قلت بان المال اصبح اثمن من الروح
ردحذف