النمطيون والقوالب النمطية : بلادة فكرية وقناعات زائفة تُعطل الإبداع وتجعل المجتمع منهارا

أنا أكره حقيقة أن الناس يعتقدون أنني يجب ان أتصرف بطريقة معينة بسبب جنسي ، شخصيتي ، أو جنسيتي. أكره ان الناس يعتقدون انني يجب أن أحب شيئا ما لأنني رجل. أكره أن يعتقد الناس أنني يجب ان أكون طبيبا بسبب حبهم لمهنة الطب, أنا أكره كل هذا, مع الوقت الناس خَلقوا مجموعة من الأفكار وبدأوا بتعميمها على الجميع لتصبح هذه الأفكار قاعدة عامة يتم الرجوع إليها للحكم على الأشياء وهذا ما يمكن تسميته بالقوالب النمطية.

القوالب النمطية يقصد بها مجموعة التصورات والأحكام المؤخوذة من فكرة سابقة والتي يتم تعميمها على أفراد ما أو مجموعة ما لتصبح قاعدة يتم الرجوع إليها للحكم على الاشياء.

القوالب النمطية مشكله كبيره في مجتمعنا. السبب الرئيسي هو أن حياة الشخص تصبح محدودة حيث يُلزم على الفرد طريقة حياته أو كيفية عيشه وفقا للجنس ، والعرق ، والسمات ، وغيرها من الحقائق. وقد يؤثر ذلك على الافراد الذين ربما كانوا يحبون أشياء مختلفه أو يقومون بأنشطه مختلفه ، ولكنهم يشعرون بالخجل من القيام بذلك بسبب القوالب النمطية. القوالب النمطية كمثال تقول بأن المرأة ليست قويه مثل الرجل ويتم إستخدام هذا الهراء لمنع المرأة من ممارسة الرياضة وبالمثل حين نتكلم عن مرأة تقود سيارة ، هذه من بين الأمور الأكثر شيوعا في مجتمعنا حيث نجد بأن نظرة المجتمع للمرأة التي تمارس الرياضة أو تقود سيارة تكون نظرة غريبة.

خلقت القوالب النمطية تشويها للكيفية التي ينبغي أن يكون عليها كل فرد. ونحن كجزء من الجيل الحالي يجب ان نعرف كيف يمكن ان تؤثر هذه القوالب النمطية علينا كافراد. وينبغي لنا ان نتعلم عدم الحكم على الناس بسبب الجنس أو العرق أو الجنسية ، وينبغي لنا ان نغير وجهه نظرنا بشان القوالب النمطية المتجذرة بعمق في مجتمعنا.

الآثار التي تسببها هذه النمطية التي تعيشها أدمغتنا كثيره. بعض الآثار السلبية هي الحد من المهارات ، تعتبر الأضرار النفسية هي الأضرار الأكبر في كل هذا, تخيل فقط أن مجتمعا بأكمله يفكر بنفس الشكل أي بنمطية واحدة, فإن كان تفكيرهم متعصب ضد الدين أو كان مجحفا في حق الأنثى فسيكون نصيب الأنثى أو شخص مختلف دينيا داخل هكذا مجتمع هو التحيز والظلم لا غير, وبالنسبة لهاته الأشياء فمن الطبيعي أن يصبح بعض الأشخاص أكثر عدوانية عندما يتعرضون للتحيز, ومن الطبيعي كذلك أن يصبح الأشخاص مرضى نفسيا بسبب هكذا أفكار.

كمثال حي على القوالب النمطية في مجتمعاتنا العربية هي أن الشخص عندما يصل إلى سن العشرين فعليه أن يعمل ويجني النقود من أجل أن يحصل على سيارة و زوجة, بدل أن يشجعوا الأشخاص على العلم فالنمطية في مجتمعنا تشجعنا على الإنحراف لا غير, وبالنسبة للجملة الشهيرة التي أسمعها من الأشخاص النمطيين والتي تقول "الذين درسوا ماذا فعلوا", بالعامية لي قرا واش دار, كرد على هؤلاء الحمقى, كأدنى درجة الدراسة تعلمك طريقة التعامل مع الأشخاص, تمنحك تجارب جديدة, وعند الذهاب إلى الدرجات الأعلى فأفضل رد على هؤلاء الحمقى هو أنه وهو ينطق بتلك الجملة يكون يستعمل هاتفا ذكيا, أو أنه يذهب لبيته ليشاهد التلفاز, الكهرباء, الغاز, المدفئة, المكيف لا أريد ملأ هذا المقال بلائحة لاتنتهي لما فعله الذين درسوا, لكنني حائر في الاشخاص الذين يتفوهون بهذه الكلمة, اي شخص يتفوه بهذه الجملة هو شخص نمطي على الاغلب توقف عن الدراسة في سن مبكرة و يحمل في دماغه بعض الافكار التي تقول بأن الفتاة يجب أن تضرب حتى لا تعصي وبان مكانها المنزل وبان الرجل يجب أن يعمل مثل حصان في مزرعة و الخ من الأفكار القذرة الاخرى.

النمطيون يكررون أنفسهم كثيرا, يبدأون من نقطة وينتهون عند نفس النقطة, يمكنك أن ترى نمطية المجتمع عندما تذهب إلى السوق. حدق جيدا وسترى نفس الاشخاص يجلسون في نفس المقهى, ويقومون بنفس الإيماءات, وينظرون إلى نفس الزوار كل أسبوع, النمطية هي شيء يدخلك في دائرة مفرغة, حيث يصبح لك الروتين نفسه تقريبا

بالنسبة لنا وباعتبارنا مشاركين في الجيل الحالي فمن الجيد أن نعرف لماذا يقال بان مكان المرأة هو المطبخ, وبأن الرجل خلق ليشقى, من الجيد أن نعرف بأن معظم أفكار مجتمعنا يمكن أن نغيرها بدون حتى ان تحصل كارثة لهذه الكرة الأرضية, من الجيد لنا كجيل حالي أن نعرف معنى أن يكون الشخص نمطيا, أن نعرف بأن بعض الأفكار ليست كما تبدو, وبأن آباءنا وأجدادنا يمكن أن يكّونوا أفكارا مؤذية بدون حتى أن يدركوا ذلك..