مالذي يعنيه حقا أن نبدأ بداية خاطئة هل هذا يعني بالفعل بأن النهاية التي سنصل إليها خاطئة ! ماذا لو كان كل شيء خاطئا من بدايته إلى نهايته؟
بما أن الذهاب إلى المدارس قد يأخذ من حياة أحدنا حوالي 16 عاما أحيانا أكثر وأحيانا أقل قررت في هذا المقال أن أتكلم على التعليم في فكرته الحقيقية وما يحصل في الواقع حقا, إن المعنى الحقيقي للتعلم هو حقيقة إستخراج المواهب الموجودة بداخل شخص لكن المدرسة لاتسخرج الكثير كل ماتقوم به هي حشو رأسك والكثير من ذلك الحشو يتم نسيانه وهنا يكمن المشكل.
في المدارس تحديدا كل شيء خاطئ تقريبا, إنطلاقا من عدم فهم المعنى الحقيقي للتعلم وصولا إلى المتعلمين المغفلين, لو أردنا إعطاء مثال حول المعنى الحقيقي للتعليم فسنقول بأن التعليم سيعلمك كيف تصطاد سمكة, لكن حقيقة في المدارس يقولون لك سوف نكتب لك كيف تصطاد سمكة وعليك أن تعيد كتابة الطريقة في الامتحان, وفي النهاية نتيجة الإمتحان هي من ستحدد مصيرك وإذا ما كانت نتيجتك ممتازة فأنت ذكي لكن الأمر الذي تغفل عليه المدرسة هو أن هناك فرقا بين الأشخاص الأذكياء والأشخاص الذين يحصلون على معدلات مرتفعة.
النظام الذي يتبناه المدرسون خاطئ من البداية ويحتجون دائما بأن الوزارة هي المسؤولة عن هذا الأمر وبالطبع هذا الامر خاطئ والمدرسون إذن يستمرون في هذا الفعل الخاطئ وبالتالي فإن النهاية التي يمكن أن نحصل عليها خاطئة أيضا, العديد من الأشخاص الذين يرتادون المدراس يخافون من النظر إلى الأستاذ لتجنب الأسئلة والعديد من الأشخاص يخافون رفع أيديهم خوفا من الإجابة بشكل خاطئ, كان هذا الأمر ليكون عاديا لو اقتصر على مجموعة معينة فقط لكنه أمر يعانيه ملايين الأشخاص حول العالم, وهذا أكبر دليل على أن نظام التعليم في المدارس فاشل, بدل أن تكون المدرسة مكان للتعلم أو بناء المهارات الفكرية فهي ليست كذلك إطلاقا بل هي أشبه بلعبة لتحصيل النقاط والحصول على معدلات ممتازة وفي كثير من الأحيان مكانا يكرهه الكثيرون.
السؤال الأكثر شيوعا في القسم هو هل سيكون ذلك ضمن الإختبار؟ العديد من الأشياء التي نتعلمها لايكون هدفها هو التعليم حقا بل هي شيء يجب تدريسه لكي يكون هناك فرض واختبار وتقويم, ولو وضعت المدرسة حقا التعليم على أساس التعليم حقا لكانت أدمغتنا مهتمة بالتعليم حقا بدل الإهتمام بالامتحان والنقاط, لهذا يبذل الأشخاص الكثير من الجهود من أجل النجاح حتى لو كان الغش مساعدا في هذا.
يجب أن نفكر بشكل جدي في سبب كره الكثيرين للمدارس, إنه مشكل حقيقي يدفعنا للتفكير, نسبة كثيرة من الأشخاص يكرهون دخول القسم ويفرحون بشكل لا يصدق عندما لا يأتي الأستاذ, هذا فعلا مشكل يجب أن نفكر في سببه, وإن لم يستطع المسؤولون تغيير الأمر للأفضل فيجب علينا تغيير المنظومة أو تغيير المسؤولين, وعلينا نحن أيضا كمتعلمين أن نعي جيدا ما يحصل, كمثال على أن الأشخاص الذين يرتادون المدارس مغفلون حتى النهاية هو نظرنا نحو الجامعات والتعليم العالي, فعندما تجد طالبا يغش في مراحله النهائية فهذا يعني بأنه مغفل لا غير, وبدل القيام بالواجبات يقوم الطلبة بالبحث عنها جاهزة وهذا بالتأكيد مؤشر واضح على أننا نبدأ مخطئين وننتهي مخطئين أيضا, ومع مرور السنوات سينتج لنا أشخاص كسولين يستعملون الغش ويكرهون البحث وبالتالي فالهدف الحقيقي الذي وضعت من أجله المدارس وهو التعليم لا يتم تحقيقه على الإطلاق.
هناك فرق شاسع بين الهدف الحقيقي للتعليم وبين ما تقوم به المدارس, لكن الكارثة ليست هنا, بل الكارثة هي أننا مستمرون في فعل ما نفعله بدون إدراك المشاكل الحقيقية, وبدل جلب حلول خاصة بنا فنحن نقوم بتطبيق حلول وضعتها دول أخرى بدون دراستها حتى, إنه أشبه بجلب واجب شخص آخر وتقديمه للأستاذ على أنه واجبك بدون قراءته أصلا, هناك مشاكل في الأشخاص الذين يرتادون المدارس وهناك مشاكل في المدرسين وهناك مشاكل في المسؤولين وفي النظام التعليمي بشكل عام.
السؤال الأساسي الذي يمكن طرحه حقا ما فائدة المدرسة هنا؟ قد تكون إجابات الكثيرين هي من أجل التعلم لكنني أخبرتك بأن التعليم كفكرة غير موجود في المدارس إنه مجرد كلمة تقال هكذا, إذن كيف يمكن أن نفسر كون أن الشخص الذي صنع الأيفون هو شخص توقف عن الذهاب للمدرسة, هناك العديد من الأمثلة عن الأشخاص الذين تركوا المدرسة وقاموا بإنجازات عظيمة, لكن ماذا عن الاشخاص الذين نمجدهم في الكتب المدرسية بينما هم لم يذهبوا للمدراس مثلنا, جورج واشنطن مثلا أو إبراهام لينكولن, توماس إديسون وغيرهم, هناك سر ما, أنا لا أدعوك للتخلف عن المدرسة لكن عليك التفكير في الفرق, هناك أمر خاطئ يحصل في المدارس, هناك فرق بين الاشخاص الاذكياء والاشخاص الذين يحصلون على معدلات مرتفعة.
لذلك أخبر الآخرين الحقيقة أخبرهم بأن التعليم الذاتي هو أفضل شيء, تعلم بنفسك لأنك عندما تصل إلى هذا المستوى فستكون بذلك قد قطعت جزءا كبيرا نحو تحقيق ما تريده, لا تقضي معظم وقتك في طلب المساعدة لأنك بذلك ستكون ضعيفا تعلم كيف تعتمد على نفسك ولو قليلا, لا تقضي معظم حياتك وأنت تسأل من أين أبدا فقط إبدا وسيصبح الامر سهلا, أنا ألاحظ لذلك أريدك أن تلاحظ أيضا, أتمنى لكم الأفضل.
أضف تعليق:
0 comments: