يخرج الأطفال من الرحم برغبة فطرية لفهم أنفسهم وفهم العالم الذي يعيشون فيه بشكل أفضل، غالبا ما تجد بأن الأطفال أكثر حركة عند مقارنتهم بالفئات العمرية الأخرى فعقلهم لايحتوي على الكثير من الأشياء لذلك تجد بأنهم يرغبون في استكشاف أشياء جديدة وحقائق مختلفة.
معظم الأطفال يفقدون الاهتمام بالتعلم سريعا! لماذا يشعر الأطفال بالملل في الفصول الدراسية ! ولا يهتمون بقراءة الكتب ، وتجدهم يكرهون المدرسة بشكل عام؟ هذه بعض الأسئلة التي سأجيب عليها هنا ، لكي نفهم على الأقل بعضا من الجوانب السلبية لنظام التعليم لدينا وسأقدم هنا بعض الإقتراحات حول كيفية تحسينه لصالح الأجيال الجديدة في مجتمعاتنا.
في معظم الأماكن حول العالم ، تعتبر المدرسة تجربة مؤلمة للغاية بالنسبة لغالبية الأطفال. يتم إرسال الأطفال في سن مبكرة جدا إلى المدرسة ، سواء أحبوا ذلك أم لا. عادة ما يجب أن تكون المدة التي يقضيها الطفل في المدرسة محصورة في قسم لمدة 6 إلى 8 ساعات كل يوم من أيام الأسبوع (ما عدا أيام العطل) لحوالي 12 سنة من حياتهم ، ويقضونها غالبا في إتباع القواعد ، وطاعة الأوامر وتعلم الأشياء التي لا يهتمون بها. يمكن تشبيه المدرسة بثكنة عسكرية ولست أمزح في هذا لأن الأشخاص يطيعون الأوامر ويتبعون القواعد وعندما يقومون بمخالفة شيء ما يتم ضربهم أو القسوة عليهم، بينما كون الإنسان طفلا فهذا يعني بأنه يريد حقا أن يكون لديه متعة للعب ، للتواصل وتكوين صداقات كثيرة، وعند التفكير بصلاحية هاته الأشياء في المدرسة فبالكاد أي من هاته الأشياء ستكون إما غير موجودة أو محدودة بشكل كبير.
المدرسة صراحة وكما هي حاليا، هي قمع للأطفال بكل أنواع الطرق ، والتي تحول حياتهم إلى تجربة جهنمية مستمرة. فكيف لا يستطيع الأطفال أن يكرهوا المدرسة؟ من الطبيعي أن يفعلوا ذلك.
من المفترض أن تكون المدرسة هي المكان الذي يتعلم فيه الأطفال التفكير ويصبحون أشخاصًا أكثر استقلالية ، إلا أن المدرسة في الواقع تمنعهم من تطوير تفكيرهم النقدي.
في المدرسة ، يتم تعيين شخصية تمتلك السلطة (بمعنى المعلم) لجعل الطلاب يقبلون ويكررون بطريقة لا تشوبها شائبة ما يمليهم عليهم المعلم وهذا يعني بأن التدريس هنا يتم بطريقة الببغاء. ويكافأ الطلاب الذين يقومون بذلك على درجات جيدة ، في حين يعاقب من يختارون التفكير بطريقة مختلفة بدرجات سيئة أو بطردهم من المدرسة.
في المدرسة ، لا يتم تعليم الطلاب كيف يفكرون ، ولكن يتم تدريبهم على الحفظ ، والفرق بين الاثنين عظيم. فبدلاً من تعلم كيفية استخدام المنطق والتوصل إلى استنتاجاتهم الخاصة من خلال التفكير النقدي ، فإن المدرسة تعوق ذكاءهم عن طريق ملء عقولهم بمعلومات يتعين عليهم قبولها وحفظها حرفيا أيضا، وهنا لن يكون غريبا عندما يتخرج الطلاب من المدرسة ، أن لايستطيعوا اتخاذ خيارات ذكية في الحياة بل وحتى تجدهم عاجزين عن التعامل مع التحديات التي يواجهونها خلال رحلة حياتهم.
إذا كنا لا نريد أن يكون أطفالنا مرضى ، فإننا نحتاج إلى البدء بالتفكير بشكل مختلف حول نظامنا التعليمي. نحن بحاجة إلى البدء في البحث عن طرق لمساعدة الأطفال على النمو في بيئة واعية وصحية ، بدلاً من قمع عواطفهم وقتل ذكائهم وهو ما تفعله المدرسة حاليًا. من أجل أن يحدث هذا ، علينا أولاً أن ندرك المعنى الحقيقي للتعليم.
التعليم لا يعني بأن تجتاز الامتحانات من أجل الحصول على شهادة وتعثر على وظيفة جيدة الأجر إنه شيء ينمي العقل والروح من أجل إتخاذ قرارات صحيحة ومن أجل التعامل مع التحديات بشكل أفضل.
التعليم ليس فرض آراء وإيديولوجيات كبار السن على الشباب بل إنه وسيلة تعلم الفرد طريقة التفكير بشكل منطقي وصحيح.
التعليم ليس حفظا للدروس بل هو تطوير للفهم وتعلم لكيفية جعل الأفكار شيئا تطبيقيا في حياتنا.
حتى الآن ، كان دور المدرسة هو إجبار الطلاب على الاندماج في قالب ما، قالب يعتبره البعض حياة طبيعية. أن نكون طبيعيين في مجتمعنا المريض يعني القيام بأعمال نكرهها ، وأن نؤمن بشكل أعمى بالعقائد ، وأن ننحني للخضوع للسلطة وأن نتبع الأوامر، باختصار أن نعيش حياة الجهل والألم.
يجب أن يكون الهدف من التعليم هو تزويد الأطفال بالأدوات التي تمكنهم من تطوير أنفسهم على مستويات متعددة، عاطفية ، فكرية وروحية. يجب أن تمنح المدرسة الأطفال حرية التعبير عن أنفسهم وتطوير مواهبهم وتساعدهم في إكتساب المعارف والمهارات العملية الأساسية. والأهم من ذلك ، ينبغي أن تكون المدرسة هي المكان الذي يتم فيه فهم احتياجات الأطفال وقبولها، حتى يتمكن الأطفال من تنمية أفكار تسمح لهم بمطاردة أحلامهم. وبهذا ستكون المدرسة أمرا مساعدا بدل أن تكون مكانا مكروها.
أضف تعليق:
0 comments: