الْحَقَائِقُ الَّتِي غَابَتْ عَنَا قَتَلَتْنَا
وَلِأَنَّ بَلَدَنَا كَبِيرْ لَمْ يَلْحَظْ أحَدٌ الْأَشْيَاءَ الصَّغِيرَةَ فِيهْ
وَاسْتِمْرَارُنَا فِي تَهْميشِ صَغَائِرِ الْأَشْيَاءْ جَعَلَنَا نُهَمِّشُ الْكَثِيرَ مِنْ أَرْوَاحِنَا فَصِرّْنَا فَقَّطْ أَجْسَادْ
وَالْجَسَدُ مَادَّةٌ وَبِدُونِ رُوْحٍ نَحْنُ مَادِّيُّونْ
لِهَذَا مَرْحَبًا بِكَ بَيْنَنَا
هُنَا سَنَّحْكُمُ عَلَيْكَ مِنْ مَظْهَرِكَ
وَتَسْرِيحَةِ شَعْرِكَ
وَنَوْعِ سَيَّارَتِكَ
وَحَجْمِ النُّقُودِ فِي جَيْبِكَ
هُنَا تَهُمُنَا نَوْعُ وَظِيفَتِكَ
وَكَفُ يَدِكَ قَدْ يَدُلُنَا عَلَى مَدَى قَسْوَةِ عَمَلِكَ
أَنَا آسِفْ
لَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ عِبَارَةُ التَّرْحِيبِ هَكَذَا
وَسَأَتَأَسَّفُ مَرَّةً أُخْرَى لشَسَاعَةِ بَلَدَنَا وَصِغَرَ عَقْلِنَا
أَيُّهَا الْغَرِيبُ لَا تَيْأَسْ فَالدَّهْرُ هُنَا دَهْرَانْ
الْأَوَّلُ قَدْ قُلْتُهُ
والثَانِي وَرَغْمَ النَّكَسَاتِ مَا زالَ فِيهِ بَرَاءةٌ
وَريحُ الطَّيِّبِينَ مَازَالَ حَاضِرًا فِي كَذَا دَوْلَةٍ
أَيُّهَا الْغَرِيبُ لَا تَيْأَسْ
فَكُلُ مَدِينَةٍ هُنَا لَهَا سُطُورُ تَارِيخٍ وَلِكُلِ بَشَرِيٍّ مِنَّا طَرِيقَةُ تَفْكِيرٍ
فِينَا الصَّالِحُ وَفِينَا الطَالِحُ
الكُلُ مَرُّوا مِنْ هُنَا أَيُّهَا الْغَرِيبْ
وَلَمْ يَنْتَشِلْنَا مِنْهُمْ أَحَدْ
أَيُّهَا الْغَرِيبْ
الْحَقَائِقُ الَّتِي غَابَتْ عَنَا قَتَلَتْنَا
فَأَحْيِّنَا !
#خاطره
#الحقائق_التي_غابت_عنا_قتلتنا
أضف تعليق:
0 comments: