حين تصل بك القوة إلى هنا

أيها السيدات والسادة مرحبا.

أريد أن ألقي على مسامعكم شيئا وأتمنى أن تبذلوا في فهمه جهدا،

في هذه البلاد،

قد لا يفهم الغالبية ما معني أن يطبقوا العدل الذي يأمر به الله،

قد لا يفهم الغالبية بأن الأذية لا تأتي فقط من الأشرار،

وبأن الطيبين يمكنهم أن يؤذوا غيرهم إن لم يضعوا لكل شيء حساب،

لهذا ستجد بأن أصغر رجل هنا قد يدفع أكبر ثمن،

الطيبة والخير أصبحت في مرتبة تلي الخبث والشر

وكتوضيح

الناس هنا وبسبب الخيبات الكثيرة لن يصدقوا حسن نواياك،

وأقرب شيء سيفكرون فيه هو أن يضعوا نواياك الحسنة في دائرة الرفض

ليس فقط عند هذا الحد

بل إنك وإن كنت مثابرا فلن تجد لك داعما فالناس هنا لا يدعمونك إلا عندما تصل

لهذا ستجد بأن الناس يشجعون الأشخاص الذين وصلوا بدل تشجيع الأشخاص في بداية الطريق أو في وسطها

لهذا لا تحزن

لا تحزن عندما لا تقودك الأمور لشيء،

ولا تحزن حين يمضي الوقت كعادته،

لا تحزن حين يرفضك شخص ما،

أو حتى عندما تكون صادقا ولا تجني من الثمار غير جرح أشواكه،

لا تحزن لأن في هكذا بلد لا يمكنك وضع معايير ثابتة،

لا يمكنك أن تعتبر بأنك فاشل لمجرد أنك لم تصل للجامعة،

ولا يمكن أن تعتبر نفسك سيئا بمجرد أن يرفضك الأشخاص،

لا يمكنك أن تحكم استنادا إلى أوضاع تسودها فوضى،

وبذكر الأشخاص ستحس بأنهم وصلوا لمرحلة من البرودة والقسوة لتجعلك تشك بأنهم موتى سائرون،

أفكار الأشخاص وتمسكهم الوثيق بمعتقداتهم يجعل الأمور ميتة تماما،

ففي حالات كثيرة تجد بأن الأشخاص يقاومون التغيير بسبب خيباتهم الكثيرة

يمكنك أن ترى بأن تناقض الأشخاص هنا يصنع فيلما

لم يعد أحد يؤمن بأن هناك أشخاص جيدين وطيبين يفكرون في غيرهم

وسامحوني إن قلت بأننا نتناقض مع ديننا الذي يدعونا للسلام

نحن نفتقد السلام لأننا نعيش من أجل أنفسنا وفقط،

والشخص الذي يعيش من أجل نفسه لم يفهم حقيقة لماذا خلقه الله،

لكن إن نجحت فعلا في إعمال عقلك كما أمرك الله

ففي ذلك الوقت فقط سيسمح لك الزمن بأن تنسى الماضي

وستعيش حقا لترى نتائج تمسك الأشخاص بأفكارهم

وسترى بوضوح كيف أن الأشخاص يصلون إلى الحقيقة في حالة واحدة فقط وهي فوات الأوان

ستتعلم دروسا ممن حولك تستحق أن تجعلها دروسا لمن بعدك,

وعندما تشاهد عصبية الآخرين وأنانيهم وقلقهم الدائم وثقتهم الزائدة وتكبرهم ستضحك ليس سخرية وإنما علما بتفاهة كل هذا..

وفي اللحظة التي تصبح فيها قادرا على منح الحب ومنع الألم وقادرا على دعم الآخرين وتصبح قليل الغضب سريع الصّفح، متفهما لمزاجية الآخرين وقارئا جيدا لظروفهم

حين تصل بك القوة إلى هنا، مبارك لك أنت تستحق أن تقود بلدا وقارة وعالما.

#عبد_القادر_بسطي

#كلام_لن_يصدقه_الموتى_السائرون